نعي اسرة بريد الاهرام له تحت عنوان " .. ورحل العميد "
بـريــد الأهــرام
.. ورحل العميد
بكلمات تعجز عن تصوير ما في قلوبنا من أحزان وبعيون ضارعة للسماء بالقبول والغفران وبمحبة دائمة لازيف فيها أو نقصان.. تنعي أسرة بريد الأهرام عميدها الأستاذ عبدالوهاب مطاوع الذي وافته المنية بعد حياة كرسها لخدمة الآخرين.
لقد قصدنا مدينة دسوق وفي جوار وتراب طاهرين وارينا جسد الرجل الملاك وكنا بضع مئات أو عدة آلاف.. ونحن يقينا نعلم أن الملايين منكم من عشاق مداد قلمه وزناد فكره وحلاوة معشره وسديد رأيه وجميل حلمه وثبات ايمانه وسمو أخلاقه تمنوا لو كانوا معنا.. لكن كان ما كان.
حسبنا أن الفقيد ممن تركوا لنا الحياة أفضل مما جاءوا إليها.. حسبنا أنه من أولئك الذين أضاءوا القناديل وأشعلوا السرج وأوقدوا شموع الأمل في طريق الكثيرين.
حسبنا أنه ممن اختصتهم السماء بقضاء حوائج المتعبين يقاسمهم همومهم ويشاطرهم أحزانهم دون أن يكون لديه وقت لحياة عادية.
حسبنا أنه أرتضي أن يحمل مع الناس بلاءاتهم دون أن يحمل أحد معه أو يحط أحد عنه.
حسبنا أنه رضي من دنياه بدور الخادم الحازم للجميع بلا مجاملة أو واسطة.
حسبنا أنه كان أستاذا رائعا كما كان تلميذا وفيا.. لم ينس وقد جرفته الحياة أن له أساتذة معلمين من أصحاب الحقوق الواجبات عليه.. فكان ملمح وفائه هو تكريمهم بين الأحايين.
حسبنا أن عشرات من أبنائه يملأون إصدارات الأهرام وصحفا مصرية وعربية.
حسبنا أنه له مدرسة وتلاميذ وطريقة ومريدين.
حسبنا أنه منحنا ذلك الحس الصوفي الذي يعرف العطاء دون انتظار الأخذ ويعرف حلاوة العرفان دون قساوة النكران ويعرف الثبات عند المصيبة دون الجزع ويعرف الايمان بالقدر والفناء والرضا بالحياة والقضاء.
حسبنا ما كان يهمس عند سماع الناعي.. هذه هي الحياة إنا لله وإنا إليه راجعون. صدق الله العظيم
أسرة بريد الأهرام
نشر في يوم الاثنين - العدد 42980 السنة 127
بتاريخ 9 اغسطس 2004 الموافق 23 من جمادى الآخرة 1425 هـ
ليست هناك تعليقات